samedi 5 janvier 2019

طَلَاسم



طَلَاسم
******




مُحِيطٍ مُوحِشَ
ضَوْضاءٌ و هُراء
تتسَلَّلُ نَبَرَاتٌ مُمَيَّزَةٌ
جَذَّابَةٌ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ
حُبُّ الجَمَالِ جِبِلَّةٌ
الصّوْتُ نافِذٌ ..
لا تَحول دونه الحَوَاجِزُ
كَذَلِكَ الخَيَالُ و الإبداعُ...
بُرْكَانٌ خامدٌ
احْتِرَاقِ دَوَاخِلٍ
تَنْبَثِقُ الحِمَم
كَذَلِكَ حِبْر اليَرَاعِ
يَلُوحُ بَعْدَ خُمُودٍ
شررٌلهُ نُورٌ
كَالنَّيَازِك فِي حَلِكِ اللَّيَالي
تُضيء المُحِيطُ ...
تَتَجَمدُّالبِلَّوْرَات
لا يَرَاهَا سِوَى خَبِيرٌ
و آخَرُ لا يَرَى سِوَى الصَّخْر
كَذَلِكَ الخَواطِر
لها كُتَّابٌ و عُشاقٌ
حُرُوفٌ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ
بها إشارَاتٌ و تَلْمِيحَات
مُبَعْثَرَةٌ كَأَنَّها الهَذَيان
طَلاسِمُ سَاحِرَةٌ ، مُثْمِلَةٌ ...
فِعْلُهَا عَصِيٌّ عَلَى التَفْسِير
مِثْلَ الهَواءِ و الدواء
يُنْعِشُ أَرْواحا
يُشْفَى بِها القَلْبُ العَلِيلُ

*******
بقلم : عبدالحق الغربي



و أكتب كي لا تتجمد الدماء في أوردتي ...

dimanche 1 avril 2018

مَكْر



مَكْر


مُنتصبا 
قُرب ثَغْرِ الحِمى 
وقف الجائع الشرهُ
عيونه الماكرة تَرْتَقب
غَفْلَةَ العاسِّ الهرِمِ
حُمرة التفاح تجذبهُ
تثير شهية قَلْبِهِ النهِمِ
حِصْنَ الجُنَيْنَةِ اقتحمَ
بِه خوف ...
ما به خجل
نال خَبيثَ غَايته
حلّى لسانه مختلسا
عفِن الثمر ،
تحتَ الشجرِ
صحا الحارس من غفلته
بعد انسحاب اللص الدَّنِسِ..
يَقْظَتُهُ ...
ما أَيقظتْ حِسَّ 
مزهوٍّ بفعلته
حلاوةَ الشفاهِ ...
رحيقَها
لا زال يرتشفُ
جِنان التفاح ..
تبدو هامدة
ما عليها واضح أثر
وصاحب البستان
مُفتتنٌ 
بشاربه المبروم مُنْشغلٌ
غير مُدرك لخيبته
عن الذَّوْد عاجزٌ
عن المِلْك..
وعن الحُرُمِ .


بقلم : عبدالحق الغربي

jeudi 29 mars 2018

عبير الذكرى




صورة ذات صلة 

 جَلستْ على مقرُبة مني 
و عينيها بالحزن تَكْتتحل
تناولت بعض أوراقي و ابتسمت
!قالت ما أروع قلمك 
عِرْني إياه كي أكتب عن ألمي
قلت لها : سيدتي قلمي جموح لن يطاوعك
قالت : اُكتب عني 
قلتُ : شؤون حواء أعرفها
و سأكتب عنك بصيغة أنا كي أغالط قلمي


عبير الذكرى


في حَديقةِ قَلبي زَرعْتُ وَرْدَةَ حُبِّهِ
رَعَيْتُ لِقَاحِها بِسُهادِي و انْتِظارِي
وَصَلْتُ شِرْيانَ قَلْبِي بِجُذُورِهَا
سَقَيْتُهَا حَنَانًا و مِنْهَا كُنْتُ أَرْتَوِي
كُلَّمَا انْبَثَقَ فَنَنٌ زِدته رِعايَةً
تَجَانَسَتْ دِمَائِي بِيَخْضُورِها
تَفَتَّحَتْ وَرْدَةٌ بَهِيَّةٌ بِأَعْلَى سَاقِهَا
بِلَوْنِ مُهْجَتِي ، مِنْهَا اسْتَمَدَّ قَلْبِي رَيَّهُ
كُلَّماَ أيْنَعَتْ حُمْرَةً ازْدَدْتُ بَهْجَةً
صِرْتُ كَأَمِيرَةٍ تَرَبَّعَتْ عَلَى عَرْشِهَا
لَمْ تَنْتَظِرْ حُلُولَ أَوَانِ تَنْصِيبِهَا
فَاحَ صَيْتُها حَتَى شَمَّهُ قَصِيُّ حُسَادِهَا
ظَنَنْتُ انْصِهَارَنَا أَقْوَى مِنْ نَارِ عُيُونِهِمْ
لَمَا حَانَ الرَّبِيعُ و اسْتَوَتْ وَرْدَتي
و لَمْ يَبْقَ سِوى حَفْلَ الاعْتِلاء
حَلَّ المَصيفُ بِقَيْظِهِ وَ رِيحِهِ العقيم
كلما هبت ريح تساقط بعضها
شَمَمْتُ عِطْرَهُ بِحُرْقَةٍ وَ بَكَيْتُهُ
تَوالى سُقُوطُ جُزَيْئاتِها و صِرْتُ أَذْبُل
و وَرِيدِي أَتْعَبَ خافِقِي بِتَجَلُِّطِ دِمَائِه
و انْتَكَسْتُ كبقايا وردتي و ساقها
لَمْ أكُ مِنْ قَبْلُ أَنْحَنِي رَغْمَ المِحَن
كُلمَا خَرَّتْ قِوَاي قَوَّمْتُ هَامَتِي
وَ بِدَوَاخِلي تُذِيبُنِي صُهَارَةُ الأَلَم
أُرَمِّمُ شُحُوبَ وَجْنَتَايَ بِلَوْنِ البَقَايَا
وَ أَشْدُو لأُوهِمَ سَامِعِي بِفَرْحَتِي
كُلمَا جَنَّ اللَّيْلُ قَصَدْتُ مِحْرابَ عُزْلَتِي
لأُقِيمَ قُدَّاساً عَلَى بَقَايَا تُرَابِ وَرْدَتِي
أَشَمُّ أَرِيجَهَا رَغْمَ اخْتِفَائِهَا مُذْ أَمَد


و أهديْتُها باقَةَ حبري الشاحبة هذه
سكتت هنيهة ثم ابتسمت
و على شرفة عينيها لألأةٌ...
قالت : شكرا 
قُلتُ : بل  الشكر لَكِ أن أنْعَشْتِ قَلَمِي 



 بقلم : عبدالحق الغربي

jeudi 15 mars 2018

بَرَاءَة




L’image contient peut-être : 1 personne, sourit, enfant et gros plan




بَرَاءَة


سَلامَةَ قَلْبِكِ صَغِيرَتِي من الهَمِّ و السَقَمِ
فانْثُري الضِّياءَ من بَيْنِ غُيُومِ الأَلَمِ
تَبَسَّمِي اليَوْمَ وَالغَدُ بَعْدُ سِرُّهُ لَمْ يُعْلَمِ
وَ أَمَلٌ لِمَنْ رَاحَ أَنْ فِي الجِنَاِن يُنَعَّمِ
بَيْنَ الثَّنَايَا لَمْ يَزَلْ لَبَنُ الرَّضَاعَةِ
وَ القَدَرُ يَرُضُّ طَرِيَّ العُودِ وَ كَذَا الهَرِمِ
في حُضْنِ أُمِّها تَطْلُبُ دِفْئًا بِتَحَنُّنٍ
و قَلْبُ الأُمِّ غَارِقٌ فِي الحِيرَةِ وَ الشَّجَنِ
كَأَنَّهَا تُسائِلُها بِعَيْنَيْهَا حِينَ تُضَاحِكُهَا
ما لِثَنَايَاكِ لَمْ تَعُدْ كَمَا مِنْ قَبْلُ تَبْزُغ
تُرَاقِبُ عَوْدَ الطُّيُورِ لأَوْكَارِهاِ
وَ عَوْدَةَ الأَنْعَامِ وَ مَقْدَمَ الظّلَمِ
مَا لِأَبِي لَمْ يَعُدْ لِلْبَيْتِ عِنْدَ الغَسَقِ ؟
مَا بِهِ تَأَخَّرَ لِمَا بَعْدَ ظُهُورِ الأَنْجُمِ ؟
تُنَاجِي عُيُونَ الحَائِرِينَ حَوْلَهَا حَائِرَةً
لَا جَوَابَ لِأَسْئِلَةٍ فِي مِثْلِ سِنِّهَا يُفْهَمِ
 مَا المَوْتُ ؟!
 !مَا الحَياَةُ ؟
!مَا الغِيَّابُ ؟
الّذِي لَيْسَ مِنْهُ مَعَادٌ عِنْدَ المَوْعِدِ
مَا للْعُيُونِ تَوَرَّمَتْ ؟
مَا بِالكَوَاهِلِ انْحَنَتْ ؟
مَا للصَّمْتِ المَقِيتِ عَلىَ الأَجْوَاءِ يُخَيِّم ؟
تُسَابِقُ إِخْوَتَهَا لِمَا تَبَقَّى مِنْ أَحْضَانٍ
فِي دِفْئِ دَمْعٍ مُنْسَابٍ يَكْوِي مَلْمَسَهَا
تَتَحَسَّسُ مَنَابِعَ العَبَرَاتِ
تُرَبِّتُ عَلَى أُمِّهَا كَيْ تُسكِتَها
تَنامُ بَعْدَ نَفَادِ صَبْرِ الاِنْتِظَار
عَلَى أَنِينِ انْتِحَابٍ تَسْتَفِيق
تُحَاوِل اغْتِيَّالَ حُزْنَ أُمِّهَا بنَظَرَاتِهَا
تَسْتَسْلِمُ الأُمُّ لِوَمِيضِ عُيُونِهَا...
تَتَسَلّلُ شَمْسٌ شَاحِبَةٍ بَيْن الرَذَاذ
يَتَشَكَّلُ قَوْسُ قُزَحِ مُتَوَشِحًا بِالسَّواد
تَخْتَلِطُ أَلْوَانُ الطَّيْفِ بِلَوْنِ الحِدَاد
تُعَاوِدُ احْتِضَانَ الحَيْرَةِ منْ جَدِيد
تَنْظُرُ الغَدِ البَعِيدَ لَعَلَّهُ يُجِيب
عَنْ سِرِّ بَسْمَةٍ وَسْطَ النَّحِيب

dimanche 11 mars 2018

وردٌ و شَوْك










صورة ذات صلة





وردٌ و شَوْك





وردٌ و شَوْك




تحَرَّ أسْبابَ السَّعادةِ وبِها انْتَشِ
و إنَّهُ لَمن الحُمْقِ افْتِعال الشَّقاء
و لولا تلألؤ النجْم البعيد في الدجى 
ما طيق تسامر الأحبة في العراء
من العلا مَنبع الغدير الحلو الزلال
يحمل الحياة للسفوح و الارتواء
فهل يأسف على منبعه بالأعالي
وقبلها كان قد طال بُخاره السماء
و قبل كل ذاك نار الشمس اصطلى
فهل حنينُه للجمودِ أم يَحِنُّ للاكْتِواء
إنه لمن الغباء التباكي على قديم
لو دام حالٌ لصار دوامُه عينُ العناء
النباهة أن تعرف اجْتِذاب الصّحاب
و أوج العيب التمحيص لأجل العداء
إن التغاضي عن النقائص فِراسة
و التغافل لجراح النفوس هو الدواء
قَطْرُ الماء يجري بِيُسْرٍ في انحدار
ما له مَعادٌ و إِن اشتهى للوراء
دقات القلب ثَوانٍ من ساعة عُمر
وإن تمام الساعة للجسد الفناء
فكم مِمَّا صادفتُ حَسِبتهُ الأُجاج
و مِثل مَرارةِ موتِ الأحبةِ لم ألاقِ
و كُلُ ما في هذه من شَدائد يهون
و إن هَوْلَ المَحْشَر بعدها لا يُطاق
فانْعَمْ بما أنت فيه من نعيم و هَبْ
و اغْنَم لنَفْسِكَ قبل بُلوغِها التَّراقي
إِنّا يا صاحِ مُسافرون على بِساط
و إن الصحوَ ليُنْهي نشوَةَ المُفاق
و جَثْمُ الكوابيس عن الصدر له زوال
و لِدَمْعِ الفراق مَقْدمٌ بعد لذة العِناق
فاغنم من كل بصيص و به اهتدِ
في لُجَّةِ المُعاش و لَوْعَةِ الاشتياق
و ازرع في حقل الغضب بَذْرَ تسامح
إن ائتلاف الشوك والزهر أرقى وِفاق



صورة ذات صلة




عبدالحق الغربي





vendredi 9 février 2018

البَيْدَر

البَيْدَر

 نتيجة بحث الصور عن البيدر

   

الشمس توشِكُ على المَغيب

كي تُسْتقبل كمولود جديد

خلف الشَّفَقِ بعد انتظار

الطَّيْرُ تَسْتَعْجِلُ الرجوع

و الهبوط في المَوارِد

كي تَرْتَشِفَ جُرْعَةَ ماء

على عَجَل قبل البَيات

تَخافُ بِفِطرتِها الظلام

 و عَجْزَها ...

تتسارع الأحداث حولي

 و توقِظني من غَفلتي

و لو لِحين

كَمْ عاينْتُ من مَغيبٍ

و كأنني لستُ ذا بصيرة

كَم شِتاءٍ قارِسٍ مَرِيرٍ مضى

قَضَّ بِرَعْدِهِ مضْجَع العُراة

و مُزارع يَطْلُبُ المزيد

و المزيدَ من مَطَر ...

و يَبْتهج بعويل الرياح

لعلها تأتي بالغيث لحَرْثِهِ

:  و ساكن الكوخ يقول 

لُطْفَكَ يا لطيف ...

يخشى انكشافه في العراء

و يطلبُ الكفاف

و ساكِنُ الدهاليز في حِماه

  يوقد شموعه الحمراء...

غير آبه بما يدور

يولج لَيْلَهُ في الضُحى

كي ينام مُنتشيا بِتُخْمَةٍ


و حَوْلَهُ الخَدَم

 و المال سَيِّدٌ

يَسْتَعْبِدُ ذََوي فاقَةٍ

يَقْتني ما يُشتهي

لا يكتفي

و يطلب المزيد

و المزيد...

 من المُتع

طيور الزينة في القَفَص

تَتَرَنَّمُ لتُسْعِد سَجّانها

تَنْتَشِي بالحبّ و الماء

تتجاهل صلابة القُضْبان

تُلامسها بلطف

بين ذهاب و إياب

قوت و دفء ...

كل متعة لها ثَمَن

قد أَلِفَتِ عَيْشَ السِّباء

و تطلب المزيد

و المزيد من اللَّقَط

 و المياه ..

و أَيامىَ قبل انْبِلاجِ الصُبْح

تُميطُ لثاَم لُطْفها

تَلْبِسُ وهَنَها بِصَلابَة الرجال

و قُفازا كي تَقِي كَفّها

و الزمهرير والقيظ في الحقول

تَقطِف زَهرة نظارة وَجْهِها

كي تُطعم بِها الجِيَّاع العُراة

 و الهُزلُ و الفَقْرُ يَنْهَشُ لَحْمَها

يَمُشُّ عَظمها

 و يَمْتَصُّ حتى النُخاع

و عُواء الذئاب يملأ الأرجاء

و نُباحُ الكِلاب يَتْبَعُ خَطْوَها

و تحتمي بالعَفاف

كي تَصُدُّها ...

 و تكتفي بالفُتات

تَنْظُرُ المساء كي تعود

لِتوقِدَ بقايا شَمْعَةِ عُمْرِها

كي تُضيء من وَقودِ قَلْبِها

و تَرْتَمِي تَحْتَ لِحافِ قَهْرِها

و الصّبحُ يَتَعَجَّلُ المجيء

يُعاوِدَ العَجَلُ المَسِير

و يَسْتَمِر العناء

و تطلب المزيد

و المزيد ...

من الجَلَد ...

هي الحياة هكذا

الخُبْثُ و النقاء

 الترف والعناءُ

و باذِخٌ و كادح

و شحيح يكتوي بنار بُخْلِهِ

يحمي مال غيره بحُمْقِه

و يطلب المزيد

و المزيد...

 من الحطب لناره

كي يَطْهُوَ وَليمَةً لِخامل

أو غانِم دونَما اجتهاد

نور يَتَعاقَبُ و الظلام

ربيع الشباب يعقُبُهُ المشيب

و يأتي أوانُ الحصاد

و كَمْ من غَلَّةٍ خَيَّبَتْ ظَنَّ الجُناة

و صُفْرَةُ الخريف

 و صَفْرُ الديار و الحُقول

لتأوي وافدا جديدا

 قبل الرحيل

و فائزٌ من أطمر زادَهُ بِقُرْبِه

 تحت التراب

قبل المَغيب